مقال يستحق القراءة -ستنفجر الفقاعات وتطير المليارات

ستنفجر الفقاعات وتطير المليارات
أعتقد أن فقاعة شبكات التواصل الاجتماعي قادمة؛ لأن المنطق الذي يحكمها غير منطقي. ينطبق هذا على التسويق الإلكتروني أيضًا، وعلى كل نشاط إنساني تكلفته أكبر من قيمته.

اعتلت "ميكروسوفت" عرش صناعة البرمجيات لربع قرن، وها هو عرشها يهتز تحت ضربات "جوجل" و"أبل"؛ رغم أن "ميكروسوفت" تملك الأصول والمال والأفكار، ومع أن 90% من مستخدمي الكمبيوتر يستخدمون برامجها. وبالمثل أزاحت "جوجل" غريمتها "ياهو" عن الصدارة، وألغى "يوتيوب" خطط كل المنافسين بشأن التلفزيون الرقمي.

أُعلن الأسبوع الماضي عن أن "ميكروسوفت" اشترت "سكايب" بـ8 مليارات من الدولارات، في حين يقدر الخبراء قيمة "فيسبوك" بأكثر من 80 مليارًا، أما "جوجل" و"أبل" فيصعب تقدير قيمة أي منهما بدقة، لكنهما تقتربان معًا من تريليون دولار، أو ما يوازي 1% من اقتصاد العالم. فهذه الشركات تقفز من الصفر إلى المليار في بضع سنوات، وتتجاوز المليارات العشرة بسرعة البرق، وما بين طرفة عين وانتباهتها تتجاوز قيمتها الافتراضية المائة مليار.

أُحذِّر من فقاعة اقتصادية عالمية جديدة في غضون سنتين أو أقل. وهي فقاعة ستضرب شركات الكمبيوتر والإنترنت بسبب انهيار لا مناص منه لشبكات التواصل الاجتماعي. كل الفقاعات الاقتصادية تبدأ ببروز فرصة استثمارية سانحة، يتلوها إقبال أهوج على تمويلها وتوسعها بشكل سرطاني، ثم يشعر صانعو الفرص وشركاؤهم الممولون بنشوة عارمة، ما تلبث أن تتحول إلى محنة، ثم إلى ذعر وسقوط مريع مثل الصعود السريع.

قيل إن "ميكروسوفت" دفعت 8 مليارات مقابل 600 مليون عميل يستخدمون تطبيقات "سكايب" الرقمية. وليس مفاجئًا أن نؤكد أن عدد مستخدمي "فيسبوك" هم أيضًا 600 مليون. وربما يزيد عملاء "جوجل" و"ميكروسوفت" عن ذلك قليلاً أو كثيرًا، لكن هؤلاء الـ600 مليون هم أنشطهم وأكثرهم تواصلاً واستغراقًا في الفضاء الإلكتروني، وهو فضاء افتراضي كما يدعوه أصحابه وأصحاب أصحابه وأعداؤهم أيضًا. ومن المثير أن نشير إلى أن مستخدمي "ياهو" لا يقلون عن 300 مليون، ينتمي معظمهم – أو كلهم - إلى قبائل "سكايب" و"فيسبوك" و"جوجل".

عندما نشتري حذاء أو رداء أو غذاء أو دواء، فإننا ندفع مالاً لكي نمشي أو نلبس أو نأكل أو نشفى. أما في التواصل الإلكتروني، فنحن ندفع شيئًا مقابل لا شيء. في "جوجل" و"فيسبوك" و"آي باد" لا نشتري شيئًا باستثناء "الكليكات" والكبسات واللمسات. ولا أنكر أنه سبق لي و"تجوجلت"؛ أي نشرت إعلانات عن (خلاصات) على "جوجل" و"فيسبوك"، وحصلت على ملايين المشاهدات وآلاف الكليكات، دون أية مبيعات.

أنت وأنا وكلنا نشكل 600 مليون إنسان، نكبس ليلاً ونهارًا على صفحات "فيسبوك" و"آي باد"، ولا نحصل على شيء، سوى البيع والشراء والربح الافتراضي، ولهذا سأفترض بأن "فقاعة" اقتصادية جديدة ستنفجر قريبًا على شاشاتنا وشاشات كل البورصات.
منقول موقع

edara.com